الفصل الأول -1- واجبات وتطور السفن الحربية

WARSHIPS-ARABIC

السفن الحربية


أول موقع عربي متخصص بأنواع ومواصفات السفن الحربية

الفصل الأول

واجبات وتطور السفن الحربية


The Roles and  the Evolution of Warships


         في ظروف الحرب الحديثة امتلكت البحار أهمية متزايدة بفضل امتدادها الجغرافي وتأثيرها على الموقع الاقتصادي               والسياسي و العسكري للأقطار التي تشرف على البحار.

ان الأهمية الاقتصادية للبحر قد زادت بشكل مفاجئ خلال حقبة قليلة من الزمن وذلك بعد المعرفة من آن فقد الثروات المنجمية على اليابسة وبسبب أزمة الطاقة والغذاء العالمية … ورغم ان التاريخ يسجل ومنذ بداية الحضارة الإنسانية سعي الأفراد الى الاستحواذ على البحار المفتوحة، فلقد دفع الإنسان الى البحر في حقبة ما قبل التاريخ شيئاً فشيئاً، ابتعد عن الشاطئ باحثاً عن طعام وصيد الأسماك … باحثاً في مختلف الجزر عن حياة جديدة أبعدته ولكن لم تقطع صله الوصل مع اليابسة.

وبسرعة بدأت تترابط مختلف المجموعات والقبائل والشعوب فيما بينها وبدأ التأثير المتبادل ، فقد دفعت بعض الشعوب الزيادات السكانية فيها الى الاستيطان في مناطق أخرى عبر البحار او للسيطرة على مصادر المواد الأولية او للحصول على الأسواق او حتى الأيدي العاملة الرخيصة … وهكذا لم يكتفوا بالتجارة وتبادل البضائع والسلع ولكن كذلك بالسير في طريق الحرب والاقتتال والاحتلال وكانت ( الوسائل البحرية ) لذلك في البداية ، جذوع الأشجار وجلود الحيوانات المقواة بالأخشاب ، الزوارق والمراكب 
التي تسير بالمجاديف ، المراكب الشراعية و السفن …





وفي البداية حيث سلحت الوسائط البحرية (السفن) المستخدمة ، لاحقاً معظم الشعوب التي تطل أراضيها على البحار بنت سفناً خاصة للحرب وهكذا أصبح لها بحريتها الخاصة ويتم تحديث هذه السفن وكذلك الوسائط الأخرى باستمرار.



                                                                                                             


استخدام الطرق البحرية التجارية إثر بشكل واضح على مكانة وغنى الدول، الدول القوية كانت دائماً تسعى للسيطرة واحتكار التجارة البحرية وإضعاف حقوق الآخرين في التجارة الحرة وهكذا كانت الأسباب التجارية والتنافس هي السبب للصراع والسيطرة على البحار والتي أدت دائماً للحروب البحرية الكبيرة.





قائد الأسطول التركي الأدميرال خير الدين برباروسا في القرن السادس عشر قال لقائده السلطان العثماني سليم الثاني " سيدي من سيسيطر على البحار قريباً سيسيطر على البر أيضا … " هذه الفكرة كانت الدافع دائماً عبر القرون للاكتشافات البحرية والتطلعات التجارية وسبباً للصراعات المسلحة في البحار.

ان المساحات الشاسعة للبحار بالإضافة الى دورها كطرف للمواصلات والصيد … فهي تحتوي على احتياطات للمعادن والطاقة أصبح امتلاكها له تأثير كبير في مستقبل عدد كبير من الدول، ولهذا يزداد عدد الدول التي تستثمر وسائط مالية كبيرة لإغراض الأبحاث في المحيطات عن احتياطات المعادن و الطاقة فيها و كذلك الحياة الحيوانية والنباتية أيضا

                                    



ان الأهمية السياسية للبحار يحددها التنافس والتجابه بين الدول والقوى السياسية والعسكرية، واتجاهاتها وتطلعاتها نحو تكوين مناطق نفوذ وتأثير لها في كل أقاليم العالم.

وبسبب الحقيقة من ان أكثر من ثلثي دول العالم تطل او لها منفذ على البحر فأن البحار أصبحت الطريق الطبيعي لنقل التأثير السياسي ومناطق يزداد فيها سباق التسليح.

والأهمية العسكرية للبحار في اتساعها (باعتبارها ميدان للقتال والمناورة)، وتؤثر على دور وواجب والتطور المستقبلي للبحرية عدة عوامل من أهمها: -

 تطور التسليح- .

 الثورة الصناعية – التكنولوجية-.

- الأهمية السياسية – الإستراتيجية للبحرية في العالم في عصر أسلحة الدمار الشامل ومفاهيم الهيمنة او العولمة العسكرية-.

فلقد لعب البحر دوراً مهما في الإستراتيجية الحربية، مفهوم القدرة البحرية دائماً كان مرتبط بالموقع الجغرافي لبلد ما وقدرة اقتصاده البحري وتطلعاته البحرية وبشكل خاص توفر أسطول قوي قادر على حماية مصالحه في البحار القريبة او البعيدة.

القدرة البحرية اليوم، وتشمل القوة البحرية :الأشخاص، والمعدات، التجهيزات المعدة أساسا للعمل والقتال والإسناد في البحر. أنها السفن المقاتلة والمساندة والخدمية، أنها وسائط القتال الساحلي (المقذوفات الساحلية، المدفعية الساحلية، الأسلحة البحرية الأخرى والطيران البحري المقاتل وطائرات الدورية وطائرات الهيلوكوبتر للحرب المضادة للسفن / الغواصات والنقل ولدعم القواعد والمنشآت البحرية المختلفة والتجهيزات البحرية الداعمة ومن بينها الكليات والمعاهد البحرية والورش والمعامل وغيرها ومنظومات الرادار والإنذار والسيطرة والاستطلاع والمراصد والاتصالات …

إذن باختصار، القدرة البحرية تعني اليوم الإمكانية المتوفرة لاستخدام البحر لغرض تحقيق الأهداف السياسية ، العسكرية و الاقتصادية سواء في زمن الحرب او السلم وهذا المفهوم له أهمية خاصة في عقيدة القوى الكبرى التي ظهرت كقوى بحرية كبرى لها تطلعاتها ومصالحها في البحار.

لقد شكلت نهاية الحرب العالمية الثانية وبداية عصر اكتشاف الطاقة النووية و إمكانية استخدامها للأغراض الحربية ، القوة البحرية كأساس للقدرة البحرية واجهت تغيراً كبيراً في بنائها نتيجة لذلك فقد أصبحت عنصر مهم في إستراتيجية خوض الحرب النووية وحصلت على أهمية بالغة داخل القوات المسلحة.

في عصرنا الحديث القوة البحرية تظهر كقوة متعددة الإمكانيات لأداء فعالياتها القتالية على السطح او تحت السطح على البر او في الجو وبتأثير قوي جداً على النشاط القتالي الذي يجري على البر.

الغواصات النووية المسلحة بالمقذوفات البالستية العابرة للقارات Nuclear-Powered Ballistic Missile Submarines, SSBN والغواصات الحاملة للمقذوفات الجوالة النووية او التقليدية منها، حاملات الطائرات والسمتيات / الهليكوبتر، وفي الوقت الحاضر (سفن الهيمنة البحرية) او سفن (مراقبة البحار) بطائرات الصعود والهبوط العمودي / القصير 
S/VTOL، بعض سفن الحرب البرمائية الحديثة كلها تقدم إمكانيات كبيرة جداً للقوى البحرية للقيام بمهامها بعيداً عن شواطئها




والدور والإمكانية المهمة ذاتها للمشاة البحري (او القوات البرية المنقولة بحراً) الذي يقوم بمهام الإنزال على الشواطئ، المقذوفات الصاروخية المنطلقة عبر الغواصات وسفن السطح الأخرى، الأسلحة فائقة التصويب البعيدة المدى، تعطي إمكانية الهجوم على البر بعيداً عن الشاطئ وهذا خطر كبير فيما يخص الأهداف النقطوية المهمة في عمق الجانب المدافع.

لقد استخدمت القدرة البحرية دائماً من قبل القوى الكبرى لفرض سياسة الأمر الواقع على القوى البحرية الأصغر او حتى الدول الصغيرة، وشكلت (سياسة البوارج الحربية)، إحدى هذه الركائز للوجود البحري للقوى الكبرى المتزايدة في كل بحار ومحيطات العالم … وهذه السياسة تأخذ مدى أوسع بربطها بمفهوم العولمة العسكرية وحرية التدخل في شؤون الدول بحجج (حماية السلم العالمي وحقوق الشعوب والإنسانية) الخ … من المفاهيم السياسية التي تسوقها هذه الدول لتعطي لنفسها حق التدخل في شؤون الغير باستخدام القدرة البحرية المتعاظمة لهذه الدول.

إذن البحرية هذه إحدى أصناف القوات المسلحة الرئيسية ، والمهيأة للقيام بواجباتها القتالية في البحر، فالقوة البحرية تتحمل مسؤولية القيام بنشاطها على البحر رغم انه في الوقت الحاضر ولأجل تحقيق الهدف الرئيسي للحرب قد تشارك كافة الصنوف الثلاثة.

والقوة البحرية للدول الكبرى تقسم الى قوة البحار المفتوحة – أعالي البحار – وقوة الدفاع الساحلي … القوة البحرية للدول البحرية الأصغر تقسم الى القوة البحرية المقاتلة وقوة الدفاع الساحلي.



الطيران البحري يمكن ان يكون على البحر محمولاً على حاملات الطائرات او على قواعد أرضية، بعض القوى البحرية الصغيرة ليس لديها طيران بحري منفصل ولكن في هذه الحالة تهيئ وحدات من قواتها الجوية ويجري إعدادها وتدريبها بشكل خاص للعمل مع القوات البحرية.

إما الدفاع الساحلي فهو عبارة عن نظام متكامل من القدرات الحربية والوسائط والإجراءات التي تتخذ للدفاع عن الساحل بشكل مباشر وبشكل خاص ضد الإنزال البحري وتقسم قدرات الدفاع الساحلي الى قدرات ثابتة وأخرى متحركة.

ان واجبات القوة البحرية هي: -

 الدفاع عن خطوط مواصلاتها البحرية وتهاجم خطوط مواصلات العدو- .

 تدافع عن شواطئها البحرية وتهاجم السواحل البحرية المعادية- .

تنفذ السياسة العسكرية البحرية للدول التابعة لها- .

وفي واجبات ونشاطات القوة البحرية والتي تظل العنصر الأساسي فيها تساهم القوة الجوية – الطيران – وفي بعض الأحيان القوات البرية، ففي الهجوم على السواحل المعادية او في الدفاع عن السواحل الصديقة تشارك بشكل رئيسي القوات البرية وتقوم الوحدات البحرية بمهمات وعمليات محددة وتعتمد على الهدف من العمليات فيما تقوم القوات الجوية بدعم القوات البرية والبحرية فيها وتأمين السيادة الجوية فوق مسرح العمليات وواجبات الإسناد والدعم والتجريد.

وفي الدفاع المباشر عن السواحل الصديقة فأن القوات البحرية والجوية تتعاون بشكل قوي مع القوات البرية، ففي بعض الأحيان وحسب الحالة والحاجة يتطلب تخصيص قوات محددة من القوات البرية والطيران تحت إمرة القوات البحرية … وفي أحيان أخرى بعض القوات البحرية تخصص تحت إمرة القوة البرية.

ان ميدان الحرب البحرية هو البحر والجزر والحزام الساحلي والمجال الجوي الذي فوقهم والتي تجري المعارك البحرية تحته.
ولكي نعرف السفينة الحربية فهي كل سفينة تكون ضمن تشكيل القوة البحرية سواء كانت بشكل دائم او مؤقت سفينة حربية، ولكي تعتبر سفينة حربية يجب ان ترفع علم الدولة البحري الحربي وان تكون مسجلة في قائمة السفن الحربية للدولة وان يكون قائدها شخصية عسكرية.

وحينما وردت كلمة الأسطول فأنها تعني مجموعة من السفن الحربية لدولة ما سواء منها السفن المقاتلة او المساندة والخدمية التابعة لبحرية تلك الدولة بصورة دائمة او مؤقتة.

السفن الحربية بشكل عام يجب ان تملك الصفات التكتيكية – التقنية التالية: -

 القوة الضاربة-.

المتانة-.

السرعة والاقتصاد-.

وهذه الصفات بحد ذاتها متناقضة فيما بينها ذلك ان القوة الضاربة القوية تتطلب تسليح صاروخي او مدفعي قوي وهذا يتطلب تصميم السفينة بسطح عريض في حين ان السرعة تتطلب ان يكون السطح نحيف والبدن طويل، والمتانة تتطلب درع ثقيل وإنشاءات سطح كثيفة، وفي الوقت الذي تتطلب السرعة خفة البدن، كما ان السرعة العالية تتطلب محركات قوية والتي هي بدورها تصرف وقود بشكل كبير فيما المردودية الاقتصادية تعني اقل المصاريف.

ولغرض تصميم سفينة معينة يجري التوفيق بين هذه الصفات وتصميم سفينة مخصصة لواجبات محددة.

والتخصص هنا يعني ان السفينة الحربية يتم بنائها وتسليحها وتجهيزها لغرض أداءها عدد محدد من الواجبات الرئيسية، ويؤخذ بنظر الاعتبار إمكانية استخدامها لإغراض أخرى في ادوار ثانوية لها.

ويمكن تقسيم السفينة الحربية وحسب مهامها الى سفن البحار المفتوحة، سفن ساحلية، سفن نهرية، وغيرها … وحسب تسليحها الى سفن صاروخية، مدفعية، طوربيدية … وحسب الحجم الى سفن كبيرة، متوسطة وصغيرة … وتقسم حسب الغرض الى سفن مقاتلة، سفن خدمة ومساندة كذلك يمكن تقسيمها الى سفن تقليدية او الى سفن نووية من حيث أستخدام وسيلة الدفع. 

تصنف القطع البحرية حسب التصنيف العالمي المتفق عليه عالميا" تقريبا حسب تصميمها أو حسب مهاما الى:-

- الغواصات : هي السفن ذات التصميم الخاص القادرة على الأنتقال تحت البحر اي الغوص والتي تحمل مختلف الأسلحة القادرة على مهاجمة السفن المعادية أو الأهداف المعادية في البر او البحر.

- حاملات الطائرات/الهليوكوبتر : و هي السفن التي تمتاز بهيئتها الخاصة بسطح متسع يمكنها من أيواء وتشغيل وأطلاق الطائرات ذات الجناح الثابت أو الدوار.

- الطرادات : و هي أكبر السفن الحربية بعد حاملات الطائرات تمتاز بقدرة العمل المستقل و تكون ذات تدريع مناسب وتسليح قوي وأزاحة تتعدى العشرة الأف طن.

- المدمرات : و هي السفن التي تلي الطرادات و التي تمتاز برشاقتها و سرعتها و تسليحها المناسب وتتراوح أزاحتها بين 4000-10000 طن .

- الفرقاطات : و هي السفن التي تأتي بعد المدمرات بالأهمية و الحجم و تقوم بمهام المواكبة و الحراسة  و تتراوح أزاحتها بين 2000-4000 طن.

 سفن الحراسة ، القرويط/الكورفيت : هي أصغر السفن الحربية المسلحة بالمقذوفات الصاروخية و المدفعية المتوسطة التي تتراوح أزاحتها بين 600-3000 طن.

- سفن الدورية : و هي السفن المخصصة لمهام الدورية الساحلية والتي تسلح بالمدفعية المتوسطة و تتراح أزاحتها بين 500- 2000 طن.

- زوارق الهجوم السريعة : و هي الزارق السريعة المسلحة بتسليح قوي مضاد للسفن في الغالب المقذوفات الصاروخية وتصل أزاحتها لغاية 600 طن و تقوم بمهامها في النطاق الساحلي للدولة.

زوارق الدورية : و هي الزوارق التي تسلح بتسليح خفيف و تقوم بمهام الدورية الساحلية وقرب الشواطىء.

- السفن التخصصية :  و هي السفن المختلفة التصميم و الأحجام التي صممت لتقوم  بمهام محددة مثل سفن الأنزال او الحرب البرمائية أو كسح /بث الألغام أو التدريب أو الدعم و الأسناد.

كذلك هناك سفن حربية من مختلف الأحجام والتصنيفات تخدم في مياه الأنهار -المياه العذبة- تخدم عند الدول التي تكون لديها مياه لأنهار او بحيرات أو أي مسطحات مائية متشاطئة أو مشتركة مع دولة أخرى أو أكثر و تعرف بالسفن النهرية تختلف في خصائصها عن السفن البحرية المخصصة للبحار المالحة.

الفصل الرابع- حاملات الطائرات التقليدية الهجومية-Admiral Kuznetsov class

حاملات   الطائرات الهجومية التقليدية و التي   تسير بالطاقة التقليدية -Conventionally-powered  Attack   A ircraft carriers :-  ...