الفصل الثاني- 2 - الأسلحة والمعدات البحرية

الفصل الثاني


الأسلحة والمعدات البحرية

Weapons and Naval Equipments



في خلال الحقبة الماضية تم إعادة بناء هيكلية القوات البحرية سواء على مستوى إعدادها أو على مستوى أنواع السفن وحيث تم بناء أنظمة أسلحة بحرية جديدة وتم تقليص سفن السطح الكبيرة ( ذات الإزاحة الكبيرة ) و نمت إعداد زوارق الدورية السريعة وزوارق الهجوم الصاروخية والمدفعية منها ، وتزايد عدد الغواصات وعدد الدول التي تملكها وأصبح عدد متزايد منها يسير بالطاقة النووية ألان ، كما إن القوى البحرية الكبرى اتجهت إلى بناء السفن الكبيرة والغواصات التي تسير بالطاقة النووية في حين إن بحريات الدول الأصغر اتجهت نحو بناء أو الحصول على السفن الأصغر (الفرقاطات ، سفن الحراسة / قرويط ، زوارق الهجوم السريعة – زوارق المدفعية والصواريخ ، الغواصات التي تسير بالديزل ) .



وفي كل بحريات العالم أصبحت المقذوفات الصاروخية سطح – سطح المضادة للسفن Anti-ship missiles بشكل نهائي هي القوة الضاربة لسفن السطح ويجري تزويدها في الوقت الحاضر للغواصات كما تسلح الطائرات الثابتة الجناح والهيلوكوبتر بالمقذوفات المضادة للسفن جو – سطح المماثلة. و تمتاز هذه الصواريخ بتقنية  Sea Skimmer missiles  الصواريخ الانزلاقية التي تمتاز بطيرانها المنخفض القريب من سطح البحر مما يصعب كشفها وتعقبها لحد ما و كذلك مواجهتها و من أهم نقاط ضعف هذه الصواريخ و المقذوفات المختلفة هو سرعتها البطيئة التي بالعادة أقل من سرعة الصوت بحدود 1200 كم/ساعة، الا في بعض الاستثناءات حيث تستخدم بحريات الدول المتقدمة صواريخ مضادة للسفن بعيدة المدى أسرع من الصوت أو حتى فرط صوتية.



وبشكل متواز يجري بناء وتطوير وتنمية الوسائط والقدرات والطرق للدفاع المضاد ضد المقذوفات المضادة للسفن غير انه لحد ألان لم تصل إلى نتائج مرضية بالكامل فيما يخص حماية السفن بشكل كامل منها، رغم ان المحاولات جارية لتوفير وسائط لمواجهة هذه الصواريخ من خلال تحسين أجهزة الكشف و التتبع الالكترونية الرادار وغيرها من وسائل التتبع البصري أو الحراري و الأسلحة النارية السريعة الأطلاق أو المقوفات الموجهة القصيرة المدى بالأضافة الى منظومات التعمية و التشويش الألكتروني المختلفة.

ورغم تزايد التعاون المشترك بين مختلف السفن الحربية (القطع الحربية) في أداء الواجبات البحرية، فأنها تقوم بواجباتها مع الطيران البحري ومع مشاة الإنزال البحري وعناصر الاستطلاع، والسيطرة من البر.

وفي تسليح السفن والغواصات والطائرات يجري إدخال سلسلة من الأسلحة والمعدات والتجهيزات التي تعمل على قاعدة تقنية – الميكروكمبيوتر و التكنلوجيا الرقمية– والتي تعطي بشكل متزايد نتائج ايجابية، وقد تم تحقيق درجة تكامل عالية بين مختلف أنواع الأسلحة والوسائط في نظام واحد متعدد المهام للسفن التي يتم كل ذلك بواسطة العمليات الكمبيوترية ووسائط نقل المعلومات الرقمية.
وفي مجال الإنزال البحري فقد أدخلت أجيال جديدة من سفن الحرب البرمائية مع إمكانية إنزال متعددة، كما تم زيادة إمكانية الدعم من الجو والبحر، وتأخذ مشاة الإنزال البحري ادوار متزايدة في الحروب المحلية أو التدخلات وكنواة لقوة التدخل السريع الى ما وراء البحار.


إن كل برامج تطوير القوات البحرية تتوقع زيادة إعداد السفن رغم التخفيض الكبير في التخصيصات المالية التي تصرف على القوات البحرية لكافة الدول وكذلك ارتفاع تكاليف بناء وتسليح وصيانة وإدامة السفن الحديثة ورغم كل ذلك تتوقع باتجاهات متزايدة نحو تحسين إمكانية الأنظمة القتالية وبشكل واضح نحو الدفاعات ضد المقذوفات المضادة للسفن وقدرات الإنذار المبكر للأهداف الصغيرة - النقطوية – والأهداف المنخفضة الطيران ، ونحو الدفاعات المضادة للغواصات بشكل عام وعلى زيادة القدرات الهجومية عن بعد باستخدام المقذوفات الجوالة ضد أهداف نقطوية عالية القيمة في عمق أراضي الجانب الأخر وقدرات الإنزال على الساحل .


                

إن الثورة التقنية – التكنولوجية أعطت تقدم سريع في تطوير ونمو تسليح السفن وكذلك الأنظمة التقنية المخصصة لزيادة كفاءة تلك الأسلحة وأنظمة جمع وتقديم المعلومات عن القوات في البحر .

إن الجديد في تسليح السفن هو الغالب على تجديد تصميم السفن ذاتها ولهذا فأنه يلاحظ بشكل واضح تقصير العمر التقني لأسلحة السفن والأنظمة التقنية الأخرى ويطول من عمر البدن السفينة كمنصة حاملة لتلك الأنظمة وهكذا أمكن استخدام بدن السفينة لعدة أجيال من أنظمة الأسلحة بهدف الاقتصاد وتقليل النفقات.

وعدا من تبديل كامل أنظمة الأسلحة والمعدات على السفن الحربية يمكن تغير بعضها ويمكن بشكل نسبي وبمبالغ صغيرة الحصول على نتائج مهمة في تجديد وتحديث قوة و وسائط القوة البحرية.

ومع بداية القرن الحادي والعشرين لا ينتظر أي تغير مهم في شكل بناء السفن فستظل السفن ذات الإزاحة التقليدية ستظل القوة الرئيسية في كل القوى البحرية ، وهذا لا يمنع بناء سفن جيدة ولكن بإعداد قليلة من أنواع السفن ذات التصميم ( الثوري ) ، كالسفن التي سيتم وضع وحدة الحركة - المحركات – بشكل عمودي واحدة فوق الأخرى في القسم الأخير من السفينة ، لغرض زيادة المساحة المخصصة للأسلحة في هذه السفن ، واستخدام رفاسات يتم تغير زاوية ميلان ريشها بشكل واسع واستخدام الدفع النفاث وغيرها … ومن اجل زيادة سرعة السفن سيتم تصميم منصة – سفينة – من نوع

(SWATH (Small Water Plane Area Twin Hulls أو SES-Surface Effect Ships ، أو سفن من نوع Dinaplan أو سفن نصف غاطسه للبدن ، أو متعددة الأبدان أو ذات الأجنحة الهيدرولية أو سفن بوسادة هوائية أو سفن– طائرة Ekranoplan .


                                         

وفي العقود الأخيرة ظهرت للوجود أنظمة قتال جديدة على سطح السفن حيث تم تصميم أول نظام إطلاق عمودي للمقذوفات قادرة على إطلاق مختلف أنواع المقذوفات مما يوفر الحيز والمساحة ويعطي المناورة والقدرة القتالية العالية لهذه الأسلحة التي تحملها السفن كذلك تم تصميم أنظمة إطلاق مقذوفات جوالة يمكنها إصابة أهداف نقطوية عالية القيمة في عمق أراضي الطرف المقابل بمديات 1000 – 1500 كم برؤوس حربية تقليدية ( مع توفر رؤوس حربية نووية لها ) ، وهذا التطور جعل إمكانية السفن / الغواصات الحاملة لهذه الأسلحة كبيرة، ويجري بشكل متزايد التفكير بتسليح سفن السطح / الغواصات أو جهزت بهذه الأسلحة العالية التوجيه وقد ظهرت تصميم لسفن حاملة للمقذوفات الجوالة كما في التصميم الأمريكي لمدمرة القرن إل 21
Land Attack Destroyer DD-21/Zumwalt class destroyer و كذلك في العديد من التصميمات لسفن السطح القادرة على توجيه ضربات صاروخية بالمقذوفات الجوالة سواء سفن روسية او صينية وغيرها.


 كذلك بتسليح السفن بمقذوفات مضادة للسفن لإصابة الأهداف خلف الأفق باستخدام معلومات مقدمة من مراصد متقدمة ( طائرات هيلوكبتر ، مراصد ساحلية ، سفن أخرى ، طائرات استطلاع ، أقمار صناعية ) ، وكمنصة لإطلاق المقذوفات المضادة للسفن وغيرها يجري بشكل متزايد استخدام الطائرات ، الهيلوكبتر ، الغواصات ، البطاريات الساحلية الثابتة أو المتحركة ، ويجري التفكير بالحصول على مقذوفات مضادة للسفن تطير بسرعة تتعدى سرعة الصوت لتجنب كشفها من الرادار بسبب بطئ المقذوفات المضادة للسفن حالياً ( سرعتها دون سرعة الصوت ) ، أو يجري العمل على زيادة كفاءة وتطوير أسلحة وأنظمة الدفاع المضاد للمقذوفات المضادة للسفن ، وبشكل خاص حاويات الصواريخ المتعددة والمدافع الأوتوماتيكية السريعة الإطلاق من عيارات 20 – 40 مم و قاذفات الأهداف الكاذبة كذلك استخدمت بعض بحريات الدول الكبرى الليزر في إعماء طياري الطائرات المغيرة أو التي تقترب من سفنها خاصة في حقبة الحرب الباردة و في أثناء بعض المواجهات المحلية وتعرف هذه الأجهزة بالليزر باهر البصر Laser Dazzle Sight -LDS والأتجاه نحو بناء مدافع ليزرية يمكن ان تحملها السفن …




كذلك يجري التفكير باستخدام أوسع وأشمل للمركبات الغير مأهولة
 (Unmanned Vehicle (UV, سواء كطائرات مسيرة عن بعد أو مركبات مسيرة عن بعد (Remotely operated vehicle (ROV أو مركبات غائصة Underwater Vehicle/Submersible غير مأهولة و لمختلف المهام العملياتية الجو بحرية.



ورغم محاولة بعض مصممي السفن الاستعاضة عن المدفعية البحرية في تسليح سفنهم في مطلع الثمانينات من القرن العشرين كما في تصميم الفرقاطات البريطانية طراز Broadsword أو نوع Type 22 التي دخلت الخدمة في فئتيها الأولى والثانية والتي خلت من المدفعية الرئيسية فأن تجارب الحروب المحلية أثبتت الحاجة إلى الدعم الناري بالمدفعية الرئيسية لسفن السطح مما استدعى إعادة النظر في تصميم الفئة ثلاثة من هذه الفرقاطات التي أعيد تسليحها بالمدفعية .

                                    

 ويجري اليوم التفكير بزيادة مدى مدفعية السفن باستخدام أخر ما توصلت إليه التكنولوجيا واستخدام ذخائر عالية التوجيه لزيادة المدى إلى أكثر من 60 كم .. كذلك يجري بذل اهتمام متزايد في تطوير الطوربيد بزيادة مداه وسرعته ودقة الإصابة وكذلك العمل على زيادة كفاءة أنظمة الدفاع المضادة للطوربيد في السفن ، كذلك تجري محاولات حثيثة لتطوير حرب الألغام ومواجهتها في آن واحد حيث يجري تصميم اللغم– الطوربيد والألغام الذكية وغيرها فيما يجري تطوير أنظمة مضادة للألغام ، يجري فيها توحيد العمل بين أجهزة الكشف المضادة للألغام وأجهزة قيادة السفينة وأجهزة تدمير الألغام ، وكذلك أنظمة للنشاط الالكتروني المضاد ويجري بشكل مضطرد استخدام طائرات الهيلوكبتر المجهزة لكشف الأهداف البحرية السطحية والغانصة والمسلحة بالمقذوفات الموجهة أو الطوربيدات الموجهة الذاتية التوجيه المضادة للسفن التي أصبحت اليوم جزء من أنظمة سفن السطح – كذلك تظهر محاولات هنا وهناك للحصول على سفن متسللة أو خفية Stealthy بتقليل البصمة الرادارية لها أو البصمة الكهرومغناطيسية ( الحرارية والصوتية أيضا ) من خلال تصاميم جديدة للسفن يراعى فيها تقليل السطوح العاكسة أو الطلاء بمواد عازلة وغيرها ...



كذلك يستمر العمل في زيادة كفاءة ووثوقية أنظمة الكشف والرصد والاتصالات في السفن وغيرها من الأجهزة الالكترونية التي تعتمد بشكل متزايد على قاعدة الميكروكومبيوتر والعمليات الكمبيوترية، ويجري دمج جميع المعطيات في داخل السفينة في نظام متكامل للإدارة والقيادة والسيطرة مما يوفر سرعة اتخاذ القرار والرد المناسب في كافة الظروف وتحت كافة التهديدات.ويجري حديثا" بناء سفن بخاصية متعددة لتلبي المزيد من متطلبات المعركة البحرية الحديثة. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الفصل الرابع- حاملات الطائرات التقليدية الهجومية-Admiral Kuznetsov class

حاملات   الطائرات الهجومية التقليدية و التي   تسير بالطاقة التقليدية -Conventionally-powered  Attack   A ircraft carriers :-  ...